من فوائد زيارة المريض وفوائد المرض
بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد زيارة المريض كثيرة منها أنك تدخل إلى نفس المريض البهجة والسرور وتزيل عنه الهم والحزن والتفكير، والزيارة تقوي الروابط والصلات وتذكره بالله وتشعره بالمحبة والأخوة في الله، هذا فضلاً عما يحصل للزائر من الأجر والثواب عند الله تعالى، وإليكم الأدلة معاشر المسلمين: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: ابن آدم مرضت فلم تعدني! قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلانًا مرض فلم تعده؟ أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده)) [الحديث رواه مسلم].
وعن ثوبان رضي الله عنه عن النبي قال: ((إن المسلم إذا عاد أخاه لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع، قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: جناها، وهو ما يجتنى من الثمر)) [رواه مسلم].
وعن علي رضي الله عنه قال سمعت رسول الله يقول: ((ما من مسلم يعود مسلمًا غدوة إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي، وإن عاده عشية إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح وكان له خريف -أي الثمر- في الجنة)) [رواه الترمذي].
أما عن فوائد المرض فنعم له فوائد كبرى منها: استخراج عبودية الضراء وهي الصبر: قال سبحانه: وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ ٱلْخَوفْ وَٱلْجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ ٱلاْمَوَالِ وَٱلاْنفُسِ وَٱلثَّمَرٰتِ وَبَشّرِ ٱلصَّـٰبِرِينَ ٱلَّذِينَ إِذَا أَصَـٰبَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رٰجِعونَ أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157].
قال ابن عمر رضي الله عنه: (كل ما ساءك فهو مصيبة) ومن أعظم فوائد المرض أنه سبب لدخول الجنة، فالجنة سلعة الله الغالية التي لا تنال إلا بما تكرهه النفس، في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام: ((إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه أي عينيه فصبر عوضته منهما الجنة)) [رواه البخاري]. ويقول عليه السلام: ((قال الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عند جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)) [رواه البخاري فما أعظمها من فائدة].
ومن فوائد المرض أنه سبب في تكفير خطاياك التي اقترفتها بقلبك وسمعك وبصرك ولسانك وسائر جوارحك قال الرسول : ((ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)) [أخرجه البخاري].
وفي الحديث أيضًا: ((ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها)) [أخرجه البخاري ومسلم].