الصورة الفوتوغرافية

الصورة الفوتوغرافية

الفوتوغراف يعني " تثبيت الضوء والواقع في الزمن " لا تنفصل الصورة الفوتوغرافية عن السينما , وهي التي أدت إلى نشوء الصورة السينمائية وكلاهما تعيدان إنتاج الحياة الواقعية بنفس العمليات والوسائل التقنية , وكلاهما يسجلان الأحداث التي تمر أمام العدسة ( بغض النظر عن كونها عفوية أو مدروسة ) هذا القاسم المشترك هو علاقة الجزء بالكل علاقة ( تبادلية متممه ) واستعمال الصورة في الفيلم السينمائي طبيعي ومشروع , ولكل منهما خاصية تميّز كل منهما على حده .
تنطلق النظريات السينمائية من اعتبار الفوتوغراف سابق على السينما , ومن الطبيعة المشتركة لهذين الفنين وذلك ( للبرهنة على أن الخاصية الأساسية لسينما تكمن في جوهرها الفوتوغرافي ) والسينما فن تركيبي يتكون من مجموعة صور – لقطات فوتوغرافية متحركة , هذه الخاصية الجديدة التي تكونها السينما لا توجد في الصورة الفوتوغرافية . إذاً ( السينما الفوتوغرافية نتيجة التحام عناصر مؤلفة بين الصورة الفوتوغرافية وبين التقنية القديمة للمصباح السحري ) والذي أضيفت إليه فيما بعد عناصر أخرى ليست لها طبيعة فوتوغرافية مثل المونتاج والصوت و........الخ وهذا ما يقوله الناقد الألماني زيغريد كراكاور في كتابه " طبيعة السينما ..من هنا يظل الفوتوغراف محتلاً الصدارة والأساس بين جميع هذه العناصر والأهم أيضاً في تحديد جوهر الصورة السينمائية والعامل المهم أيضاً وهو أن الصورة السينمائية والصورة لفوتوغرافية هما مرآة الواقع الحقيقي المعاش , والبناء الواقعي هذا " يفقد استقلاليته تحت ضغط التحليل الذاتي ولفكر الخاص الذي يحمله السينمائي والمصور " والصورة السينمائية ( من خلال المخرج ) أعادت بناء الواقع بطريقة أكثر وعياً لاحتوائها على عناصر " الصوت ..مؤثرات ..لغة ..وهذا هدف السينما
أما الفوتوغراف في أكثر مراحله اعتمد على التقاط الصورة الواقعية دون إضافات ولا يمكن اعتبار بأي حال من الأحوال أن الصورة الفوتوغرافية والصورة السينمائية عملية ميكانيكية مستقلة عن الخواص الشخصية للمصور أو المخرج ولا يمكن اعتبار العلاقة بين الصورة الفوتوغرافية التي تدخل كعنصر لغوي في الفيلم التسجيلي وبين الفيلم التسجيلي مجرد توحيد بسيط بين عناصر من نوعية متشابهه بل على العكس من ذلك " علاقة متبادلة معقدة بين نوعين من الفن " وكل منهما له قوانينه وطبيعته الخاصة . وخاصية الفوتوغراف هي ذات طبيعة تسجيلية وهي أحد أنواع الفن , وقد تخرج عن حدود الوثيقة , بالرغم من أنها تعرض علينا مواداً موجودة في الواقع وتحولها إلى حد التجريد وهدفها في ذلك إبراز فكرة عن طريق التصرف بالمادة الواقعية وتميزها الجمالي . ويقول الناقد الفرنسي أندريه بازين في كتابه ( ما هي السينما ) .." إن الصورة الفوتوغرافية تتوصل إلى الشكل الخارجي للظاهر بينما اللوحة تتوصل إلى الجوهر .."
الصورة عملية إبداعية لا يمكن أن تتحقق إلا عن طريق مواد واقعيه تعكسها وتعرضها لمجموعة من العمليات الكيميائية والفيزيائية لينتج عنها فناً ووسيلة عن فكر المبدع .
الصورة الفوتوغرافية "كوثيقة " تسجيلية تقدم نفسها كمادة للإعلام عن حدث ما . عن إنسان ما أو مكان ما كإثبات لحظة من الحدث ولهذا جاء تعريف الصورة " أنها الزمن .ثابتة ومنعزلة عن ماضيها وحاضرها "
وتعتمد الصورة على شكلها ومحتواها وهذه خاصية جديدة ونجاح الصورة يكمن في احتوائها أهم عناصر الحدث وهذا ما يستخدم في الأخبار والجرائد وهي لا تستطيع الإجابة عن كل الأسئلة حول الحدث كنها ملزمة في الإجابة عن بعضها مثل الزمان ..المكان ..الموضوع ..... لكي تصبح وثيقة وخصوصاً في التقاط تفصيل قد لا تراها العين البشرية لأن العين البشرية لا تستطيع استيعاب الحدث دفعة واحدة وهذه التفاصيل تدعم القيمة " التوثيقية " للحدث .وتكون جزءاً من هذه الثروة الحياتية وتستطيع أن تقول الكثير . وحين تستخدم الصورة الفوتوغرافية في الفيلم السينمائي يكون لها تأثير كبير على المشاهد وتصبح كوثيقة إثبات وبرهان لأمر ما . ولتوجه إلى عقل المشاهد ليفكر في الأسباب والنتائج وطرق الحل ولتحويله إلى مشارك نشيط وهذا ما نجده في السينما ( الوثائقية والتسجيلية ) وأحياناً يتم وضع الصورة في الفيلم لتغيير في حركة الفيلم وليبطئ من إيقاعه أو سرعته وبالتالي كونها ثابتة تؤدي إلى سرعة في المونتاج / متوترة – تؤثر بشكل فعال على المشاهد أو إيهام في الحركة تبعاً لرؤية المخرج وكل مخرج له رؤيته الخاصة في عرض الصورة وفي تاريخ السينما هناك