خدمات فندقية متكاملة تقدمها عيادة بيطرية للحيوانات في جدة
خدمات فندقية متكاملة تقدمها عيادة بيطرية للحيوانات في جدة
ارتيادها لم يعد حكرا على الطبقة المرفهة.. والتزاوج أبرز مهامها
د. ديزي تريلك لدى معاينتها أحد الحيونات في العيادة الطبية («الشرق الاوسط»)
الرياض: خلود العيدان
عندما تذكر كلمة «فندقة» يتبادر إلى الذهن الخدمات الفندقية العديدة التي تقدمها الفنادق لنزلائها من الرجال والنساء، على حد سواء، لكن ما يحدث في مدينة جدة غير الصورة التقليدية للخدمة الفندقية، بالنسبة للسعودية على وجه الخصوص، حيث تنهض في قلب مدينة جدة، وبالتحديد في أحد أرقى أحيائها، العيادة الأوروبية البيطرية التي تقدم خدمات فندقية بقسم «الفندقة» الترفيهية في العيادة للحيوانات الأليفة، التي يرغب أصحابها في تركها بالقسم للاستفادة من الخدمات التي يقدمها، بحكم أنه مكان مريح وهادئ وممتع تنضم فيه الحيوانات لبعضها للترفيه واللعب وفق رعاية وعناية بيطرية أثناء الاستضافة بالعيادة.
والخدمات المقدمة للحيوان أثناء الاستضافة كثيرة من تطعيم ونظافة وأشعة وجراحة إلى جانب قسم تسريحات وقص الشعر، إلا أن أهمها على الإطلاق هو الخدمة المقدمة في مجال «التزاوج»، حيث يقوم الطبيب البيطري والكوادر المساعدة له بدور كبير يشمل اختيار الحيوان من الجنسين، ثم بعد ذلك تتم الفحوص البيطرية على الحيوان والتأكد من خلوه من الأمراض الوراثية أو الوبائية.
ووفقا للدكتورة ديزي تريلك من هولندا، والدكتور سيريال ديفيرا من الفلبين، عضوي فريق العمل، أن من عجائب خلق الله أن بعض هذه الحيوانات تلعب الألفة والمودة فيما بينها دوراً عظيماً في مسألة التزاوج والتكاثر، وتشبه إلى حد كبير البشر، وأخرى يلعب عدم التآلف والمودة دوراً في العملية نفسها. وتم إطلاق هذا الاسم على هذا القسم لأنه معد ومصمم بمواصفات عالمية أوروبية، حسبما ذكر فريق العمل، فقسم الفندقة مجهز لاستضافة الحيوانات الصغيرة، إما لتدريبها أو لإحداث تغيير في بيئتها التي تعيش فيها، وتمت الاستعانة بكوادر أوروبية ومفهوم أوروبي بيطري حديث، ما أحدث نقلة نوعية في تقديم خدمات العيادة وتوفير جو مثالي للحيوانات النزيلة في قسم الفندقة.
ولا توجد مدة محددة يقضيها الحيوان في هذا القسم، فتحديد الوقت يخضع لعدة اعتبارات يقوم بتحديدها الطبيب البيطري المشرف على الحالة وتساعده في ذلك الكوادر المساندة بالعيادة وفقاً لحالة الحيوان وحاجته، وتستقبل العيادة أي عدد من الحيوانات على مدار الساعة، كما ذكر فريق العمل أنه من خلال ملاحظاتهم ومن سجلات المراجعين اتضح أن الثقافة العامة لتربية واقتناء الحيوانات لدى الإناث أكثر منها لدى الذكور في السعودية.
وقد تم افتتاح قسم الفندقة بالعيادة قبل ثلاث سنوات متزامناً مع افتتاح العيادة، لأن الرؤية، وفقاً لفريق العمل، أن تقدم العيادة خدمات بصورة مبتكرة وكاملة تساهم في تطوير الطب البيطري بصورة عامة، وتقدم خدمات مميزة بمواصفات أوروبية.
وأضاف الفريق أن الفكرة بدأت قبل سنوات، ثم صارت تحت الدراسة التي أعقبتها زيارات عديدة لعدد من العيادات البيطرية بالدول الأوروبية، خاصة سويسرا وفرنسا، للاطلاع على التجارب الأخرى للاستفادة منها وتأطير الرؤية في هذا المجال. وتتعامل العيادة مع الكثيرين من الطبقة المرفهة، ولكن وفي الآونة الأخيرة انتشرت ثقافة تربية الحيوانات للزينة وغيرها، مما أدى إلى ظهور ووجود متعاملين من الطبقة المتوسطة في المجتمع، وتخضع رسوم الاستضافة لاعتبارات عدة منها نوع الحيوان والمدة التي سيقضيها؛ مما يجعل الأسعار متفاوتة.
ولا يقف دور العيادة على تقديم الخدمات البيطرية فقط، وإنما تقوم بدور التثقيف والتوعية بالأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، وتساهم بما تقدمه من خدمات علاجية وخدمات عزل في ذلك، وكذلك توعية الصغار في المجتمع بدور الحيوانات، كما تساعد أيضاً في نشر ثقافة الرفق بالحيوان.