أسعار البطاطا لن تنخفض قبل جوان

* 3 ملايين قنطار من البطاطا ستدخل أسواق الجزائر لمواجهة الأزمة··
أكد الأمين العام لاتحاد التجار السيد صالح صويلح بأن أزمة ارتفاع الأسعار خاصة البطاطا والتي تغزو الأسواق خلال الفترة الأخيرة، ترجع إلى أياد خفية تحترف البزنسة في السوق فلجأت إلى التخزين وبالتالي كان العرض قليلا وارتفعت الأسعار حتى في أسواق الجملة، ويتوقع عارفون بخبايا السوق استمرار غلاء البطاطا، وغيرها من الخضر، إلى غاية شهر جوان القادم، وهذا على الرغم من تطمينات وتصريحات بعض المسؤولين·
التهبت أسعار معظم الخضر في الأسواق خاصة الطماطم والبطاطا التي تعتبر من الأساسيات في البيوت الجزائرية فهي تكفل قوت أصحاب الدخل المتوسط، إلا أنها غابت بشكل كبير خلال الفترة الماضية ولم تقدر جيوب المواطنين على مهرها الغالي، فمن خلال تجوالنا في بعض أسواق العاصمة واجهتنا أسعار تقول لك من بعيد لا تقترب إذا كان جيبك متوسط الحجم··
ففي سوق أحمد بوزرينة بالقصبة الوسطى وجدنا أن البطاطا تراوحت ما بين 90 دينارا إلى 100 دينار، أما الطماطم فكانت بـ120 إلى 130 دينار ونفس الأسعار لدى أغلب التجار بهذا السوق والمشهد نفسه في سوق الروتشار غير البعيد عن هذا الموقع، فأسعار كلا السوقين لا تختلف كثيرا كأنهم اتفقوا جميعا على محاربة جيوب المواطنين··
فقلنا ما لنا إلا سوق جامع اليهود أو باب الوادي فهما المعروفان في المنطقة بانخفاض أسعارهما على طول العام ويعتبران القبلة الأولى للمواطنين البسطاء في المناطق الشعبية المجاورة، إلا أننا تفاجئنا بأن الأسعار هي نفسها في السوقين إلا أنه في سوق جامع اليهود يوجد بعض الباعة من يعرضون بعض الطماطم من الحجم الصغير بأسعار تتراوح ما بين 70 إلى 80 دينار إلا أنها تبقى مرتفعة مع أسعارها الحقيقية في هذا الوقت من السنة··
ونفس الحالة تشهدها أغلب الأسواق بالعاصمة بل تزداد حدة وارتفاعا في بعض الأسواق كسوق ميسوني أو في بعض محلات بيع الخضر في الأحياء، فالأسعار هناك تصل إلى 160 دينار بالنسبة للطماطم و150 للبطاطا··

البزنسة خلف أزمة ارتفاع الأسعار··
وللاستفسار أكثر عن هذه الأزمة اتصلنا بالأمين العام لاتحاد التجار السيد صالح صويلح والذي أرجع أسباب هذا الارتفاع غير العادي في أسعار الخضر الأساسية، إلى وجود بعض الأيادي الخفية التي تقف خلف أزمة التهاب الأسعار خلال الفترة الماضية، فحسب نفس المتحدث أنه كان من المتوقع أن تنتهي هذه الأزمة خلال هذا الأسبوع إلا أنها على عكس ذلك ازدادت حدة، وهذا يرجع إلى عملية التخزين والتي تقف وراءها أياد خفية من بعض التجار والبزناسية الذين يستغلون هذه الندرة والعرض القليل في السوق من أجل رفع الأسعار والمضاربة بها، فحتى أسواق الجملة تعرف هي الأخرى نفس الحالة، وحسبه فإن التخزين هو السبب في ارتفاع الأسعار، فالإنتاج الذي أصبح محدودا بسبب الخسائر التي تسببت فيها التقلبات الجوية الماضية إلا أنه من الممكن تجاوز هذه الأزمة التي من المرتقب إذا تواصل التعامل بنفس الطريقة فإنه من المتوقع أن هذه الأزمة ربما ستستمر على نفس الوتيرة خلال الفترة القادمة··

الغلاء سيطارد جيوب المواطنين إلى غاية جوان··
عبر رئيس اللجنة الوطنية لتجار الخضر والفواكه السيد عاشور مصطفى في اتصال بـ(أخبار اليوم)، عن تأسفه الشديد لهذه الأزمة التي تعيشها الأسواق من خلال ارتفاع الأسعار الذي أصبح كابوسا مخيفا يطارد العائلات التي باتت مجبرة على التناول اليومي للبازلاء والفول، فحسبه فإن هذه الأزمة ترجع إلى خسارة كبيرة أصابت الموسم لهذه السنة بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت في مختلف أنحاء البلاد، فرغم أننا كسبنا مياه أمطار لمدة 4 سنوات إلا أننا بالمقابل خسرنا هذا الموسم، فالتقلبات الجوية كتساقط الجليد في بسكرة مثلا تسبب في تضرر أكثر من 40 بيتا بلاستكيا بهذه الولاية التي تمول 46 ولاية خاصة بالنسبة للبطاطا، ويضيف بأن أزمة البطاطا كانت من قبل التقلبات الجوية وهذا بسبب عدم قدرة الفلاحين الصغار على التكفل بعملية إنتاج البطاطا بدون وجود دعم حقيقي لهم، خاصة في ظل ارتفاع أسعار البذور المستعملة للزرع، فالأزمة جذورها مترابطة ومختلفة وعلى المعنيين دراستها بشكل دقيق، وحسب رأيه فإن الأزمة ستتواصل إلى غاية دخول الموسم الجديد في شهر جوان مع التعويل على إنتاج البيوت البلاستيكية المتواجدة بجيجل ومستغانم وعين تيموشنت من أجل تعويض الخسائر وإعادة الأمور إلى نصابها··

3 ملايين قنطار من البطاطا تدخل إلى الجزائر خلال أيام
أكد وزير الفلاحة والتنمية الريفية السيد رشيد بن عيسى من جهته في تصريح سابق نهاية الأسبوع الماضي، بأن الأزمة التي تعيشها أسواق الجزائر هي أزمة نقص وليست أزمة ندرة، وأن هذه الأزمة عادية بالنسبة للخضر غير الموسمية كالطماطم، خاصة في الظروف الطبيعية التي تسببت في تضرر الإنتاج لهذا الموسم، مما دفعهم إلى استعمال المخزون الخاص بشهري أفريل وماي، فالأزمة أسبابها طبيعية، وللتقليل من أبعاد هذه الأزمة خاصة على المواطنين فإن الوزارة تعد بالحلول التي ستفك الخناق على جيوب الأفراد، فما بين هذه الأيام إلى غاية منتصف الشهر القادم ستدخل الجزائر حوالي 3 ملايين قنطار من البطاطا لتعويض هذا النقص، إلا أن على المواطن أن يعرف بأن هناك وجود خضر موسمية وغير موسمية وبالتالي فإن أسعارها تتفاوت على طول السنة··
س· بوحامد