اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى أزواجه وذريته
ماذا يجري بين الزوجين المؤمنين؟ ماذا يقولان؟ وكيف يتهامسان؟
من هو زوج الأحلام؟ ومن فتى الأيام في عصر غربة الإسلام؟
لو أشرقت لك شمس ذاك الهودج ... لأرتك سالفتي غزال أدعجِ
هذه قطرات متتابعة إن شاء الله رب السماوات
*زوج الأحلام هو حبيب الزمان، حبيب لكل أوان، وليس حبيبا لمرحلة الشباب، فلم يكن عاشقا لجمال قد زال، ولا لمال نقال رحال، اليوم مع هذه، وغدا تغتني تلك وتفتقر هي، بل حبيبنا ليس كالناس، فلا يميل لمن عندها مال، ولا يذهب لمن عندها ذهب.
ليس إمعة..لا يسير مع القطيع، ولا يقلد الناس بلا فهم أو طاعة للرب..
عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال " اغد عالما أو متعلما ، ولا تكونن إمعة"
حديث صحيح - المحدث: ابن القيم - المصدر: كتاب أعلام الموقعين .
(لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا، وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا، وإن أساؤوا أن لا تظلموا)
(إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما) - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة : 3/308
فمهما مضت السنون بينهما أومضى العمر بهما فلسانه قائل لها:
* لو أن عندي حوض سباحة به أزهارحمراء لأجلستك فيه، لتأخذ الزهرات من ريحك.
* هناك نساء تتزين! وأقسم أن هناك نساء تزين ثوب السندس حين تلبسه!
ويناجيها:
*أحبك على مدار الوقت, وأنت نائمة أو يقظانة.
*أحبك ويزداد حبي وحنيني وشوقي والتئامي.
*وفيك كل جمال نسائها، وجمال خصصت به!
زوج الأحلام :
يسأل نفسه , هل أتقي الله بظنوني ؟ لا أكذب ولا أغتاب؟ هل علمت ءافات اللسان؟ هل أتقيه – سبحانه جل شأنه- بعيني؟ بأذني ؟
هل أبعثر محبتي وحلاوة لساني؟ أم أحفظهما لحليلتي حبيبتي؟
هو فتى محب, ولو أن هناك وحدة لقياس الحب تعاير كل حب لأعجزها حبه!
حبه لربه ثم لأحباب ربه، ثم لنعمة ربه (زوجته ساكنة قلبه)
زوج الأحلام هو الحبيب البسّام المحب.
والحب لا يقاس..
الحب هبة الله تعالى
فما أوسع فضل الله علينا نحن بني ءادم, سبحانه و بحمده، حمدا كفضله.
ولعلي لابد أن أقول: إن أفضل امرأة هي أتقى امرأة، زوجة كانت أم عزباء، وكل عمرنا ابتلاء ..
ورأينا أفضل النا ... س وأحلاهم خطابا
يقظاً يدرك بالفط ... ـنة ما فات وغابا
هذبته فطنة العلـ ... ـم فما يخشى معابا
عرف اللذة للبذ ... ل فأعطى وأثابا
وإذا ما كرم الأصـ ... ـل زكا الفرع وطابا
---------
يبتهل للعزيز الغفار بالليل والنهار،
وفي الأسحار، وهذا وقت الاستغفار الجميل للرب الجليل.
وحين ابتهل باحت بسؤال :
قل لي بربك كيف أبكيت الحمائم عندك فباتت تصلي معك؟،.. فرق لها كل طير الأيكة، ودمعت أعين الورد فاهتز الثرى، وسبح الشجر و أوب، فقد روته أدمع شقيقة.. فأخوة العبودية والمحبة والولاء لله.. تمتد لتشمل المخلوقات الأخر.
فزوجته موسوعة:
تفاعلها فيه ما كل يلزمه، كأنما هي أُمَّة يتعبد معها، تغنيه إن لزم الحال عن مجتمع!
وكأنما بعطفها وحبها وعطائها هي شجرة اليقطين الربانية الودودة، الشاملة الظليلة، الشافية المتآلفة كالكون مع المؤمن، المخلوقة له لتنبت عليه (الودود الولود) , مصداقا لقول الرحمن الوهاب " خلق لكم "... فحوله ودُّها، وقبله وِدّ الودود خالقها له! فلله الحمد والمنّة.
* زوج الأحلام ... ذو أخلاق ..وقور... تراه الملائكة قريبا أمله قليلا زللـه ...
* فتىً يبرّ أمه:
فدعاء الأم في حالة المرض أهم من الدواء، للثواب أو الشفاء.
* لا يركز بشعوره على شظف العيش ومشكلاته فلا يزداد غمه:
بل - رغم التعب- يتمتع معها بثراء المعاني، فتراهما يأكلان بالحب ويشربان الماء بالحب، يحمدان الرب و يشكران أنعمه، و يقتسمان مذاقا سنيا هنيا مختلفا لكل شيء مسته يد الحبيب وفمه، كما الحبيب و عائشة.
صلى الله على الحبيب المحب صلى الله عليه وسلم وءاله الأطهار.
ومن أجمل الأشياء أن ترى معجزة البركة في القليل كما و كيفا بلا حساب.
ورضاه بالمقسوم يعينها على الرضا، ولما علمت كم هو محب لها بكت.. ورضيت.
زوج الأحلام يقول:
أنام قرير العين لأني أرضيت خالقي قدر وسعي.
ماذا تقول! ألا يحزن هذا الفتى ؟
بلى "إن القلب ليحزن" ولابد له أن يحزن، فالدنيا دار الأحزان ، وحين ضاقت عليهم بما رحبت قال: سقطت الدموع، لا أقول ذرفت عيناي
أو انفجرت باكيا، أو انهمرت أدمعي.. بل صارت تقع وتسكب بشكل عجيب حقا، كأنما قناة دمع تسيل، وليست عينا تفيض، كأنما لا مفتاح لها، بل تكب كبا وربي...ولا نقول إلا ما يرضي ربنا.
وهذا هو الفارق.
زوج الأحلام:
من قوم يرون في كل صورة ألف معنى.. وقيمة.. فالعود الأخضر دنيا
ومدرسة، لا يمرون عليها وهم عنها معرضون، ولا ينظرون إليها وهم لا يبصرون، و كذلك كل حرف علوي رباني سامق.
زوج الأحلام:
حبيبته المؤمنة هي دواؤه.. لإيمانها، وهو دواؤها بفضل الذي جمع بينهما، ليعيشا في سكون، يذكران الله، ويذكران بعضهما به تعالى.
* يطمئنها على أخباره وحاله، ولايتركها أرقة عليه قلقه!
* ويقول عندها :
الحمد لله الذي ءانس بزوج من نفسي أسكن إليها، وأجد مودته ورحمته بيننا.
وكأنما بالاعجاب المتبادل بينهما هما في جنة مرسلة مبهرة ماديا ومعنوياً.
كفاني أن رأيتك قبل موتي --- لأشهد أن شهدك لا يبارى
وحينئذ يناجيها شاكرا نعمة المنعم الوهاب:
قلي لي , كيف يكون حمدنا وشكرنا واستغفاري.
*لا يشق على نفسه:
فيقول بقلبه
"هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج" , فلا نتكلف , يا رب ثبتني ...
*زوج الأحلام ثابت... ثبات المعتقد، لا تهزه فتنة، ولا يزعزعه اختبار:
فكما ثبت الصحب الكرام في اختبار تغيير القبلة، فهو ثابت ثبات الحقيقة ذاتها،
فهو من قوم قبلتهم في قلوبهم .."ليست في مراكز شهواتهم ".. جلية, منيرة, لا غبش فيها ولا حيرة, هي اختيارهم, لا تحيرهم .. قبلتهم هي نور ربهم , هي رضوان رب العالمين , مالك يوم الدين ..ربهم...
قبلة الصفاء ... قبلة النقاء.. قبلة الأصفياء.. قبلة الحب المستديم ..
هو من قوم صفتهم:
(في صلاتهم حانون أوساطهم , مفترشون جباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم..)
(منطقهم الصواب, وملبسهم الاقتصاد, و مشيهم التواضع ...)
*لا.. ليسوا رهبانا بل لديهم فترة ارتياح للبوح والحنين
فيقول لها:
لو كان للحب مرادف لكان إياك !
لكنها أشغال الرجال، في زمن قل فيه الرجال وكثرت الأشغال،
فلا تغضبي لانشغالي عنك:
يقول لها : لا تغضبي لانشغالي عنك.. فتقول .. وكيف أغضب وقد انشغلت بالعمل لمن رزقني إياك بفضله، وكيف أرضى إن كنت في شغل عن طاعته وحمده.
* ديدنه مراجعة الخطى والتصرفات على ميزان الشرع، والأولى وما يحبه الله
ورسوله صلى الله عليه وسلم أولاً بأول ... اللهم اجعلنا مهتدين ...
واغفر لنا و أصلحنا ...
*زوج الأحلام يقوم زوجته بحب:
كوني كهذي:
كاعب جرت ذيول الأدب ... و تغنت بقريض العرب ...
يسير الشعر فإن مر على ... فمها عاد بنفح طيب...
* وحين يعتب؟ ساعة تبسم المغضب:
تكون الشكوى بأمانة حين يعتب, يذكر السلبيات والإيجابيات،
والموقف كاملاً ولا يقتضب.
* وإن سافر:
في كنف الله ظاعن ظعنا ... أودع قلبي وداعه حزنا
فإن نأت ديارهما قربت – كما هي – شواغلهما المرضية، بل وخواطرهما,
وقال : أتسطر حروف الحب من هنا لعندك ؟
أو تصير كبيرة دافئة كذلك!
أتذكرين حب النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها؟
تشاركا الإناء في الاغتسال والكوب في الشراب وموطن الشفاه في الطعام..
فأي حب كان..
ونحن؟
وددت لو نقترب في كل آن ومكان أو ألا تنامي في بلدة وأنا يقظ بعيد! أوأن تكوني هنا ولو في نومك لأشاهدك, وعجبت من هذه النعمة الجليلة من رب غفور شكور حليم.
ثم نسجد سجدة متجاورين، تفتح فيها محامد وشكر لله الرازق..
ثلاثة من سعادة ابن آدم: المرأة الصالحة، والمسكن الصالح، والمركب الصالح، وثلاث من شقوة ابن آدم: المرأة السوء، والمسكن السوء، والمركب السوء "
جعلني الله و إياك ممن هدوا إلى الطيب من القول و هدوا إلى صراط الحميد ..
أنت يا زوجتي العزيزة ظل ... مستحب في ربوة الأيام
غمر الروح في سكينتها الـ ... حب فطافت في عالم بسام
* زوج الأحلام , ليس عمياً عن فضلها :
يراها تمشي كأنما هي روضة تسير على قدمين, بحر هادئ به اللؤلؤ وعوالم النعم والمعاني, زوجة وعالمة..تقف كأنما لا تمس الأرض قدميها .. و يرجو الكل مقام الإخلاص، كي لا يكون حظه الثناء والعناء والسهر، فيحسبها كذلك ولا يزكيها على الله تعالى.
* فتى مؤمن لا تراه نادما على ما فقده باذلا من عمره وماله ومنصبه أومؤهلاته وممتلكاته، أوسائر ما أعتق به نفسه من النار، بل تراه راضيا ممتثلاً على كل حال..
وسائلا العافية كذلك، وإن كان لا يعبد على حرف.. بل هو من حروف العبادة حرف.
ويحادثها زوج الأحلام:
هذا هو الحب إذا.. حين تجد شخصا كل ما يشبه الغير فيه يختلف ... لا يختلف شكله ولا تركيبه، بل روحه و رونقه و أثره فيك، و مذاقه في نفسك، كل ما فيه وكل ما يمت له بصلة، وكل ما يلمسه، وهكذا كان حب الصحب للحبيب وحبه للسيدة خديجة صلى الله عليه وعلى ءاله وسلم، حين رق قلبه لقلادتها حين ءاها بعد سنين من وفاتها... وهكذا حب صادقي المحبين وهكذا حبنا.. فقد رأينا الحبيب بأعين القلوب، وأحسسنا كم كان بنا رحيما.
* وفي البرد؟
ينام ملتحفا أهدابها ..
قالت :
قل في حبنا شعرا ... قال هذه قصيدة مفتوحة! تتفتح أبياتها الجدد مع تغريد الطير كل بكور كالأزهار، حين تصبحني بسماتك ومعاني الأذكار بصوتك. ..
حين تمرضه صابرة على مرضه يقول:
هذا هو العلاج بالحب... هذا هو التطبيب الجميل!.. تضيع مرارة الدواء بين إصبعيك ..
أريها السها وتريني القمر!
فهو يعلم نفسه كيف يحبها! فهي نعمة ربه، ويقلبها الله تعالى له جميلة! وحين يجتمعا تزول كل الآلام، وتأتي راحة عجيبة وهدوء نفسي فريد، ومتعة لقاء إنساني جميلة غير صارخة ولا محددة في لذة كما يتوهم بعض القوم، بل هي شاملة عميقة، لا تزيل الشوق! بل تحفظه وتزيده.
* فهل كل الصحابة أدباء أوشعراء وفرسان وأحباب في ءان واحد؟
نعم.. كانوا يجتهدون ويحبون ويرجون, ويتذوقون..يتذوقون الأدب إن لم يكونوا ينتجونه.
والآن؟ ..غرارون يبيعون الحب بسعر الجملة..
أما فتى الأحلام فيناديها صادقا.. أنت رفيقة دربي وأحبك ملء جفنيك.. ولا يمسح ما كتب إبان الخطبة بسوء فعاله عند العشرة.
الخير كله في ثلاث: السكوت والكلام والنظر، فطوبى لمن كان سكوته فكره، وكلامه حكمة، ونظره عبرة "
* يثبتها في محنتها ويعينها في مشكلتها:
لو كانت محنة مادية أو معنوية وقف بجوارها، فلو تعرضت لنقد أفهمها
(اعدلي داخل قلبك؟ لكي لا يؤنبك مؤنب على سيرك، وعلى التفاتك لحياة الخير ولشراكتنا الربانية، فهي أولى حقا نقلا وعقلا، و ليس للذة الحياة فقط.
وصلتنا عاقلة جدا! فالأخرة خير وأبقى.
وواضحة كذلك .. ومتينة كزوجين في واحد.
ولسنا نبيع الأخرة كأهل العلمنة، ولا نمارس التبرير والعقلنة! والشرعنة! لكل فعالنا القبيحة.
أما الراحة فهناك إن شاء الله..عند الله تعالى..
وذي عفاف راكع ساجد ... أخو صلاح دمعه جاري
"إذا ظفر إبليس من ابن آدم بثلاث لم يطلبه بغيرهن: إذا أعجب بنفسه، واستكثر عمله، ونسى ذنوبه"
ليت ربي يقبلني، ويكون حبيبي معي، ونشكر وتكون لنا الأرائك والسرر ولذة النظر.
فأي سكينة يفيض بها سبحانه بهذه الزيجة الجميلة.. فله الحمد.
ويقول لها أحبك مهما تقاربنا...!
ويقول لها زوج الأحلام : الحمد لله على ما مضى و ما بقي ..
في الأولى والآخرة.
ويبقى النداء:
قلبي يحبك.
زوجة الأحلام:
وأنت معها تجد نفسك -دون تشتت- بين جمال زيت الزيتون من طور سيناء -عند من يعرفون قيمته- و شعاع الذهب من شمس الشتاء- حين الحاجة إليها-
وخضرة الربيع المتدرجة بين الخفيف المضيء، والداكن الصافي وحمرة الورد الحية الرقيقة، وزرقة البحر الخفيفة، وبياض اللبن الجميل...
بعيدا عن كل زحام وغبش وضيق مساحات وضوضاء وغربة.
قلت من فرط حبي كيف احتفظ بك!
و تذكرت " فالله خير حافظا "
احفظ الله يحفظك , هو الخليفة في الأهل.
فعساه يعفو ويغفر ولا يشتتنا ويرحمنا ويكرمنا
هجر الرقاد و بات سائر ليله * في همة لا يستلذ بمرقد
قوم طعامهم دراسة علمهم * يتسابقون إلى العلا و السؤدد
زوج الأحلام يعالج فى بعض الزوجات نوبات قصور الفهم وموجات الحوار العقيم بالحلم الكريم والنفس الطويل و لطيف الهجر الجميل.
هل هو مقيم؟ أم مسافر؟ أم مسافر في ثوب مقيم؟
أصحاب الرسالة مهاجرون إلى ربهم..انظر وافهم.. سيدك لوط عليه الصلاة والسلام
لله درك كيف أنت وغايةٌ ... يدعوك ربك عندها فتجيب
قال زوج الأحلام:
من تقديره سبحانه أنه لم تمر فترة استقرار، كانما أحيا على سرج وأمرض عليه، فقد اخترت أن أنصب إذا فرغت..وهكذا أصحاب الرسالات.. واقرأ سورة الأحزاب.
* وعندما تبكى الزهور؟
لا يقسو..
ولا يغلظ..
ولا ينسى أبدا..أنها زهرة وليست صخرة.
يراها أوضح و أكثر و أحب مما يرى نفسه في مرءاته.
هل تعرف الحب الدافق .. هو ذاك.. بل هو نفسه..
من لا يعرفون ضوء الفجر وجماله وبرده ولا يختزنونه في ذاكرتهم لن يفهموا... ما كان زوج الأحلام منعما، بل ليثا حتى آخر رمق، ليس أنانيا وليس رائعا في ذروته فقط، بل في كل أرماقه راق، بطولته ليست عنفا فقط، بل نبلا و تحملا.. يجوع ليطعم الجبال فضلا عن اليمامات، فهو آخر من يشرب رغم ما به من أخاديد ورهق آلام، أو كبر سن.. "دونكم أخاكم " يعني - عليه الصلاة والسلام - طلحة "
وهذا هو أعلى حب!
زوج الأحلام يأبى إلا أن يكون سيدا نبيلا أفضل مما نظن ... وحياته يأتيها لله
زوج الأحلام لا يعارك نفسه، بل أنهكها فراضت وصارت عجينة في يده، يعبد بها طريق ركوعه وسجوده.
زوج الأحلام يدرك أنه زواج الأرواح ..
فالنفس روحك .. طيبة أو خبيثة، فأي روح ستضع ببيتك؟
كثيرا ما تتوه بنت في اختيار زوج الأحلام:
اختر الطريق تعرف الرفيق !
كي لا يقول لها يوما: هيا نرقص! بأجسادنا أو بأفكارنا.
ومن ثم يكون الرفيق محبوبا في سبيل الله ولحبه لهذا الطريق، ثم محبوبا لذاته، ثم يعيش الحب كيف يحب..
ولا يكون الصراع بين حب وحب! حب القضية وحب فتّانة عنها.
وهذا الحب الشامل هو الحب!
زوج الأحلام: الحب حرفان.. حاء وباء، أنا وأنت.
فتجيب:
سَرَّكَ مولاكَ وربك بسعادة الأبد.
أرأيتهما؟
إنه زوج الأحلام، وليس زوج الآلالم...
ينشغل عنها؟
نعم، ويقول:
أحبك...
وغيابي ليس معنويا...
* صدر يتسع لقلب كبير... :
يقول لها لو أخذت قلبك فنبض داخل صدري ما أحس وحشة! من أضلعي وأنفاسي ولحمي ودمي وعصبي وروحي...
ولا أحسست أنا أن قلبي تغير، بل سأطير حبا، وسيضخ ودا وحنانا أحمر وسينبض كما نحن الآن..
فتى حيثما مر ترك رائحة الحكمة والعبقرية والإتقان مهما بدا للعيان.
إن غاب قال أعد أسماء الأيام حتى أراك وأستطيلها! أستثقل الأيام والأوقات كأنما تمر وأنا بانتظارك وهي واقفة، وأعجب من أسماءها، كأنما أريد كل يوم يوم رؤياك .
فزوجك في أبحر من فراغ موحش خاو، وعدم ارتياح لا يعتقه حين يغيب الحبيب.
فولاذ هو؟
حين ينهك، حين يتعب.. لايهن.. بل تتمدد روحه لتروح عن بدنه!
مازلت و إياها مذ اختط عارضي -- كروحين في جسد و ما نقضت عهداً
أجمل شيء أن يكون من تحب كما تحب، بل كأجمل ما تحب.
* زوج الأحلام: عظمته في صفاء فكرته ونقاء فطرته، وليست في عبقرية ونبوغ خارق دوما, في تواضعه لربه في كل أحواله، وليست في سلطانه, في حبه للحق والخير والحكمة , فهو بهذا الحب بهيّ سنيّ زكيّ طيب, في غناه عن الدنيا، وليست في غناه منها, إذا جاءته طيّبة تسره, وإذا أعرضت عنه لا تضرُّه, فهي في الحالين لا تغره.
أرأيت علياً وفاطمة - رضوان ربي عليهما - في غرفة مسكينة الأثاث، ملابسهما هي أثمن مفروشاتها، قد يراها منافق ثري فيزدري ويسخر،
وإذ به يأوي إلى قفصه الذهبي فتنفر اليمامة ويزمجر, ويمضي ليله يلمع في القفص, أما هما فيسبحان.