سجلت الجزائر انخفاض كبير في نسبة الأمية، والتي قدرت بـ 22,1% سنة 2008، ويتوقع أن تنخفض معدلات الأمية أكثر في السنوات المقبلة، لترفع عن عدد كبير من المواطنين ، من بينهم نسبة معتبرة من النساء، غبن الجهل. حيث أن الإستراتيجية الوطنية لمحاربة الأمية أعطت الأولوية للمرأة والفتاة الريفية وكذا الفئة العمرية التي تتراوح بين 15 إلى49 سنة لما تحققه من فعالية في الحياة الوطنية.
وتحت عنوان "محو الأمية في خدمة التنمية المستدامة" تم عقد ندوة وطنية من طرف الجمعية الجزائرية لمحو الأمِّية " اقرأ" بمناسبة الذكرى المزدوجة المصادفة للاحتفال باليوم العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار، وكذا الذكرى العشرين لتأسيس الجمعية، وعبرت رئيسة الجمعية " عائشة باركي"عن ارتياح جمعيتها لانخفاض نسبة الأمية بالجزائر، والمقدرة بـ 22,1 سنة 2008 مقارنة بـ 6 ,31 بالمائة سنة 1998، داعية إلى تكثيف الجهود لتطبيق الإستراتيجية الوطنية لمحو الأمية والرامية لتقليص نسبة الأمية إلى 10 بالمائة مع مطلع سنة 2015 وذلك بإدماج المزيد من الأشخاص في فصول محو الأمية.
وقدمت دعوة لمختلف المؤسسات الاقتصادية والإدارية للتكفل بمحو أمية موظفيهم وفتح أقسام محو الأمية داخلها، وإقرار يوم وطني لمحو الأمية وتعزيز مكانة المجتمع المدني ومساهمته في برامج محو الأمية، ودور العمل الجواري خاصة في الأرياف والمناطق المعزولة في تقييم مستوى انتشار الظاهرة.
وذكّرت رئيسة" اقرأ" بجهود الجمعية في هذا المجال، والتي ساهمت في القضاء على أمية مليون شخص من بينهم 850 ألف امرأة تابعت العديد منهن الدراسة عن طريق المراسلة، وإعادة إدماج أكثر من 000 15 طفل في التعليم العادي فضلا عن إنشاء 7 مراكز لمحو الأمية وتكوين أكثر من 000 23 دارس ودارسة في مختلف المهن.
وقد شهدت مختلف مناطق الوطن بمناسبة احياء هذا اليوم عدة نشاطات بالمناسبة، والتي كانت فرصة لتقييم الجهود في تقليص نسب الأمية، فسجلت ولاية البويرة انخفاض في نسبة الأمية خلال 10 سنوات حيث قدرت بـ 22 بالمائة سنة 2008 بعد أن قدرت بـ 31 بالمائة سنة 1998، وهي نسبة تشير إلى تزايد أعداد الملتحقين بأقسام محو الأمية بالولاية، وبهذه المناسبة أيضا أقيم احتفال بولاية النعامة من تنظيم ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وجمعية أمل لمحو الأمية، وقدر عدد الدارسين بهذه الولاية بـ 4363، وتسعى ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية وتعليم الكبار بولاية أم البواقي لتطبيق الإستراتيجية الوطنية، وتخفيض نسبة الجهل من خلال فتح أقسام لها على مستوى البلديات وتوفير مناصب شغل للشباب قصد العمل بهذا المجال.
ورغم المعوقات التي تشهدها العملية التعليمية بفصول محو الأمية، كصعوبة التعامل مع كبار السن، ومشاكل عدم الفهم والنسيان، التي تصادف المعلم والمتعلم في ذات الوقت، تبقى الرغبة والإرادة القويتين، والاستعداد الكبير للتحرر من قيود الجهل، عوامل أساسية تساهم في كسر هذه الحواجز وتحدي كل الظروف من أجل الوصول لهدف نبيل توضحه أجمل صور تختزلها فرحة كل من تذوق طعم العلم وخرج من نفق الجهل المظلم.