جهود متواصلة وسعي حثيث للقضاء على الأمية

جهود متواصلة وسعي حثيث للقضاء على الأمية
[img][/img]
[center]تمهيد:



أحرزت سورية تقدما كبيرا في مجال تقليص الفجوة المعرفية لدى كبار السن والنساء منهم على وجه الخصوص، متخذة في هذا السياق تدابير أكثر فعالية وتضافرا بغية تحقيق هدف توفير التعليم للجميع، منطلقة من قناعتها بأن توفير التعليم الأساسي للجميع شرط ضروري لبلوغ الأهداف المتعلقة بالقضاء على الفقر، وتحقيق المساواة بين الجنسين، وكفالة التنمية المستدامة.



كما خطت سورية خطوات واسعة في مجال محو الأمية منذ أواخر الستينيات عندما كانت نسبة الأمية تزيد عن 50 بالمئة حيث تم إعداد الخطط والبرامج والمناهج في سبيل ذلك، وأصدرت عام 1972 قانون محو الأمية وتم تحقيق نجاحات كبيرة في هذا المجال وانخفضت الأمية بشكل كبير وملحوظ حيث تشير الإحصائيات في السنوات القليلة الماضية إلى انخفاض نسبة الأمية في سورية من 19بالمئة عام 2004 إلى 14.2 بالمئة عام 2007 وترجم هذا الانخفاض فعلياً على أرض الواقع مع إعلان محافظات القنيطرة والسويداء وطرطوس في عام 2008 محافظات خالية من الأمية، وفي هذا الصدد:

* عجلت الجهود الرامية إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للأشخاص من جميع الفئات العمرية ولا سيّما الفتيات والنساء.

* أقامت الورشات التدريبية حول تخطيط البرامج في مجال محو الأمية وتعليم الكبار.

* عززت خبرات ومهارات العاملين في مجال محو الأمية لتطوير وتحسين البرامج المعدة لتعليم الكبار.

* دعمت قدرات العاملين في هذا المجال على تخطيط البرامج والأنشطة على المستويين المحلي والوطني.

* وبرز حرص السيدة أسماء الأسد الدائم وبصورة جلية على دعم العلم وحق التعلم لجميع أبناء الوطن.





نهاية الأمية في عام 2012



ظاهرة الأمية على المجتمع خطيرة جداً وتلحق أضراراً كبيرة في حياة الأمة بكل جوانبها،نظراً للآثار السلبية التي تخلفها هذه الظاهرة، فهو داء يفتك بالفرد.



وقد وضعت سورية استراتيجيات وخطط وحملات وطنية شاملة للخلاص من داء الأمية والنهوض بتعليم الكبار ، كما وقد تم تحديد هذه الاستراتيجية للوصول بالأمي إلى مستوى ثقافي تعليمي يؤهله قراءة الأرقام والأحرف والجمل، إضافة لفهمه لها وتفاعله معها، وذلك من خلال عدة مبادئ تشمل تكامل جهود محو الأمية مع جهود التنمية، وضمن الاهتمام المحلي والعربي بمشكلة الأمية و سبل التصدي لها.



وقد دلت دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية إلى الإحصائية في المناطق والنواحي لمعرفة أعداد الأميين وأماكن تواجدهم ليقام لهم دورات محو أمية لتعليم الكبار، من قبل اللجان المكلفة بهذا العمل وبمتابعة الموضوع من قبل الدائرة، والتي افتتحت 1197 دورة تحرر في نهايتها 16719 مواطناً ومواطنة من الأمية منذ عام 2007 وحتى نهاية النصف الأول من عام 2010.





ومن ضمن خطة الدائرة لنهاية عام 2010 إقامة 222 دورة يتم من خلالها تحرير 3400 مواطن ومواطنة من الأمية في 81 منطقة وناحية وقرية وتجمع، إضافة لوضع خطة تشمل تحرير كافة المناطق والقرى المتبقية، التي لم تحرر من الأمية خلال الأعوام 2011/2012 ، وبذلك تكون نهاية عام 2012 محرر من جميع الأميين.



وقد لوحظ في الإحصائيات إلى ارتفاع أعداد الإناث بالنسبة للذكور حيث شمل عدد المتحررين الذكور 1469 متحرراً من الأمية و 15250 من الإناث المتحررين من الأمية.






في دمشق وبهدف محو الأمية..


إقامة دورات منهجية لتعليم الكبار




تعمل محافظة دمشق وضمن التوجه العام للحكومة على إيلاء عملية محو الأمية وتعليم الكبار حيزاً كبيراً من الاهتمام عبر إعداد وتنفيذ ومتابعة عدد من الدورات ووضع خطط منهجية أدت حسب بيانات المكتب المركزي للإحصاء إلى انخفاض نسبة الأمية في دمشق من 5ر3 بالمئة عام 2008 إلى 3ر2 بالمئة عام 2009 للفئة العمرية بين 15 و45 سنة.


وقال محمد كحلوس رئيس دائرة تعليم الكبار بالمحافظة في تصريح لوكالة سانا إن الدائرة تفتتح دورات محو الأمية بشكل مجاني بعدد 15 متعلماً للدورة باستثناء المناطق النائية حيث يمكن افتتاح الدورة بأقل من العدد المطلوب ومدة الدورة 6 أشهر يدرس فيها المنتسب المستوى الأول والثاني وبمعدل ثلاث ساعات ونصف يوميا يحصل بعد نجاحه في الامتحان على شهادة التحرر من الأمية.


وأشار كحلوس إلى أن عدد الأميين يختلف وفقا لطبيعة المنطقة ونمط العيش حيث يتضاعف في مناطق المخالفات والسكن العشوائي ويقل في الاحياء المستقرة والمتقدمة عمرانيا وبشكل يتناسب طرديا مع الحالة المعيشية للمنطقة مبينا أن الدائرة قامت بالتعاون مع مديرية تربية دمشق بافتتاح مركز دائم للذكور اصحاب المهن الحرة والذين يعملون لساعة متاخرة من النهار في منطقة البرامكة مدرسة نصير شورى وتبدأ الدورات الساعة السابعة مساء.


ولفت مدير دائرة تعليم الكبار إلى أن عمل الدائرة كان يقتصر مسبقا على محو الامية الابجدية فقط اما الآن تحول المكتب من محو الامية الى دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية حيث تعمل الدائرة على التواصل بشكل دائم مع المنتسبين ومتابعة تحصيلهم العلمي وخاصة بعد تطبيق التعليم الأساسي الإلزامي كلفت الدائرة بالتعاون مع وزارتي التربية والثقافة بتفعيل المستوى الثالث مستوى التمكين ويحصل بموجبها المنتسب على شهادة توازي وثيقة اتمام المرحلة الابتدائية ثم يتابع تحصيله العلمي إذا رغب في ذلك.


وعن المناهج المتبعة في الدائرة أوضح كحلوس انه توجد مناهج خاصة بتعليم الكبار تحتوي على نصوص ومعلومات تتناسب مع الفئات العمرية للدارسين اضافة الى كتيبات ونشرات خاصة ثقافية واجتماعية وصحية واقتصادية توزع مجانا لجميع الدارسين.

وبين رئيس الدائرة أن خطة العمل السنوية تجاوزت الخطة المقررة للعام الماضي من خلال افتتاح 86 دورة من أصل 80 كانت مقررة كما تم هذا العام افتتاح 69 دورة حتى الآن من أصل 70 مقررة.


وأشار كحلوس الى إتباع الدائرة نهجاً جديداً يسمى مناطق الهدف حيث يتم التركيز على منطقة معينة تسمى الهدف وقد بدأت دائرة دمشق هذه التجربة بأحياء الميدان والقدم حيث تم حصر الأميين بالاسم وسيباشر بافتتاح الدورات لإعلان الاحياء المذكورة خالية من الامية بعد الانتهاء من الدورات.


ولفت كحلوس الى نشوء فكرة التعليم المجتمعي بالتعاون مع وزارة الثقافة ومنظمة اليونسكو من خلال إحداث مراكز للتعليم المجتمعي كتجربة في ثلاث محافظات دمشق وريفها والقنيطرة.


وفي دمشق تم احداث ثلاثة مراكز في مساكن برزة والزاهرة والمخيم منذ العام 2008 وبعد نجاح التجربة سيتم تعميمها على المحافظات الشرقية والشمالية الشرقية وتتمثل هذه الدورات في رفع السوية الثقافية والتأهيل حيث يوجد في المراكز عدد من الحواسب وماكينات الخياطة والحبكة والتريكو والمقصات الكهربائية ليتم التدرب عليها.


يشار إلى أن عمليات محو الأمية بدأت في سورية بمحاولات متواضعة فردية وجماعية منذ خمسينيات القرن الماضي إلى أن قامت الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد الخالد حافظ الأسد حيث اصدر القانون رقم 7 لعام 1972 الخاص بمحو الأمية فأصبحت عمليات محو الأمية وتعليم الكبار لها شكلها الصحيح وتسير ضمن خطة وعلى أسس وقواعد مدروسة.





خطوات ثابتة رغم صعوبة التحديات

وفي سياق ذاته أعلنت اللجنة الفرعية لمحو الأمية بريف دمشق تحرير ست مناطق من الأمية وفق الفئات العمرية بين 15-45 سنة وذلك بالتعاون بين دائرة تعليم الكبار والمنظمات الشعبية في المحافظة، وتأتي محاربة الأمية ضمن إطار سعي ريف دمشق للتخلص من الأمية بشكل نهائي، وخاصة مع غلبة البادية على مساحتها التي تمتد بين أربع محافظات وتباعد التجمعات السكانية فيها وانتشار الرعاة ولجوء سكان المحافظات الشرقية إلى المحافظة.

وقال مدير دائرة تعليم الكبار في ريف دمشق محمد طفيلية: إن المديرية تساهم في تنفيذ برنامج محو الأمية عبر خطة على المديرية المتمثلة بإعداد 160 صفاً لمحو الأمية، وزعت على 10 مراكز في المحافظة وفق نسب الأمية عبر خطة على المديرية لتحرير نحو 2000 مواطن من الأمية.

ويضيف: إن المحافظة حررت أكثر من 1350 أمياً خلال الأشهر التسعة من العام الحالي منهم 1150 أنثى و200 ذكر بعد إقامة 135 دورة لكل المستويات، مبيناً أن عدد المتحررين من بداية عام 2003 حتى تاريخه من الذكور 3150 أمياً و23764 أنثى لنفس الفترة، وتتابع المديرية بالتعاون مع المنظمات الشعبية افتتاح الصفوف وخاصة في المناطق التي لا تزال نسبة الأمية فيها عالية.

وأوضح طفيلية أن صفوف محو الأمية توزعت على المنظمات الشعبية ومديريات ريف دمشق بواقع 45 دورة يشرف عليها الاتحاد العام النسائي و6 دورات بإشراف اتحاد شبيبة الثورة و5 دورات لنقابة المعلمين و5 دورات لاتحاد الفلاحين وثلاث دورات لمديرية التربية وثلاث دورات لمديرية الشؤون الاجتماعية والعمل.

وحول واقع المدن والبلدان والقرى المحررة من الأمية بين طفيلية أن مناطق يبرود والتل والكسوة والقطيفة والزبداني خالية من الأمية بعد انتهاء الصفوف المفتتحة لتضاف إلى منطقة النبك التي أعلنت خالية من الأمية مع بداية العام الحالي، مشيراً إلى وجود أعداد قليلة من الأمية في منطقة قطنا التي نفذت 59 دورة لمحو الأمية خلال العام الحالي في مدن وبلدات قطنا، وعليها تم تحرير أكثر من 830 أمياً وفق الفئة العمرية 15-45، ومن المتوقع أن تتحرر من الأمية مع نهاية العالم الحالي.

ولافتاً إلى أن مهمة دائرة تعليم الكبار بريف دمشق تتمثل بالإشراف على عمل أمناء المراكز وإعداد التقارير الربعية ونصف السنوية والسنوية عن خطط محو الأمية ومراحل تنفيذها والسعي إلى تفعيل دور لجان محو الأمية على مستوى المناطق ومشاركة المؤسسات الأهلية والجمعيات الخيرية ولجان الأوقاف في محو الأمية، إضافة إلى متابعة عمل مراكز التعليم المجتمعي التي تم افتتاحها مؤخراً، مبيناً أن دائرة تعليم الكبار بريف دمشق تضم 11 مركزاً لمحو الأمية موزعة على مناطق المحافظة وتشمل خطط محو الأمية تعليم الفئات العمرية بين سن 15-45 القراءة والكتابة.

صعوبات واقتراحات
عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق إبراهيم منصور قال: إن دورات محو الأمية تواجه صعوبات عديدة أهمها أن مدة الدورة ستة أشهر وبشكل متواصل ويومي يخلق نوعاً من الملل والضجر عند الدارسين ويساعد ذلك في تسربهم من الصف وعدم عودتهم إليها.

هذا إضافة إلى أن كتب المنهاج ذات مستوى عال وخاصة الرياضيات والقراءة وهي لا تتناسب مع مستويات الدارسين الأميين، مبيناً أن الإشراف يعتبر ضعيفاً وغير كاف لعدم توافر المواصلات وخاصة في المناطق المترامية الأطراف والقرى المتباعدة وغير ذلك عدم وجود حافز مادي أو عيني.

واقترح منصور
- بضرورة الاهتمام بالحافز المادي والعيني للدارسين لجذبهم لصفوف محو الأمية
- القيام بنشاطات موازية لدورات محو الأمية لتحقق للدارسين مهارات وخبرات يستفاد منها في الحياة العملية لكسب لقمة العيش ورفد المناطق بفائدة تنموية بشرية تنعكس على المساهمة إيجاباً في حياتهم الخاصة
- تأمين بعض المستلزمات الهامة كأجهزة حواسيب ودراجات نارية وهواتف لمراكز تعليم الكبار في المناطق.
- أن تكون مدة الدورات 4 أشهر أو أقل.
- أن يعاد النظر في المستوى الثالث وتخصيص دورة سنوية لمدة شهرين في كل منطقة وذلك لمنع ارتداد الأميين إلى الأمية من جديد
- أن تدخل مادة اللغة الإنكليزية بشكل مبسط.

تعريف جديد للأمية
بدوره محافظ ريف دمشق زاهد حاج موسى قال: إن الوصول إلى مجتمع حضاري متطور قادر على استيعاب التكنولوجيا الحديثة مرهون بالحد من الأمية ورفع مستوى التعليم.

مشيراً إلى أن الأمي يشكل عالة على المجتمع وعائقاً أمام عملية التنمية والتطوير داعياً إلى تعاون جميع الفعاليات والجهات المعنية لإعلان المحافظة خالية من الأمية ولتلبية الرؤى الاستراتيجية والتنموية في المحافظة، مبيناً أنه من الضروري إيجاد تعريف جديد للأمية وخاصة مع التطورات العلمية والتقنية وإعداد إحصائيات ربعية دقيقة ومقارنتها لبيان معدل التطور في تنفيذ الخطة.

ولفت حاج موسى إلى أن المحافظة تعطي محو الأمية اهتماماً وأولوية لخطة المحافظة ووضعها على رأس التحديات الداخلية التي يجب العمل لإنهائها والحد من آثارها كفريق عمل واحد.



في حمص:
120 قرية تحررت من الأمية


ضمن إطار الحملة الوطنية لمحو الأمية وتنفيذا لخطة وزارة الثقافة باعتماد المنطقة الهدف لتحريرها من الأمية وضعت دائرة تعليم الكبار في حمص 81 منطقة هدفا ضمن خطة العام الحالي.

وتشمل خطة محو الأمية في المحافظة ناحية شين و مدينة تدمر وناحية حسياء و مدينة السخنة و بلدة القريتين و مدينة القصير التي تم استكمال دوراتها التي بداتها العام الماضي خلال العام الحالي و تم تحديدها كمنطقة هدف العام الماضي إضافة إلى أكثر من 100 تجمع لقرى كثيرة بالمحافظة.

ووفقاً لوكالة "سانا" فإن دائرة تعليم الكبار تتحضر حاليا بالتنسيق مع المحافظة ووزارة الثقافة لإقامة احتفال مركزي بمدينة تدمر اوائل الشهر القادم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لمحو الأمية لاعلان هذه المناطق والبلدات و القرى المذكورة محررة و خالية من الامية حيث تمت إقامة 246 دورة فيها العام الحالي استفاد منها نحو 3690 دارسا و دارسة قدرت نسبة الإناث في الدورات المنفذة بحوالي 95 بالمئة.

ونقلت الوكالة عن رئيس دائرة تعليم الكبار بالمحافظة مسلم حداد أنه يتم افتتاح الدورة سنويا خلال شهر أيلول أو تشرين الاول و لمدة ستة أشهر و مع انتهاء تنفيذ الدورات على مدار العامين القادمين أي خلال العام 2012 في باقي التجمعات و المناطق بالمحافظة ستكون محافظة حمص خالية من الأمية و ذلك للاعمار ما بين 15 و 45 عاما وذلك وفق مسح اسمي للأميين و تحديد أماكن تواجدهم و من ثم افتتاح الدورات المطلوبة وفقا لظروف السكان في القرى والتجمعات البدوية النائية حيث تضم كل دورة ما لا يقل عن 15 دارسا ودارسة اضافة إلى بعض الراغبين بمحو اميتهم من اعمار متقدمة و الذين يسجلون في صفوف محو الامية كمستمعين مشيرا إلى أنه تم تحرير 120 قرية ومنطقة من الأمية منذ عام 2007 .

وفي ثانوية المثنى بن حارثة في حي باب الدريب حيث تقام دورة لمحو الأمية يقول الدارس في الدورة شريف زينو 64 عاما انه أصبح اليوم فخورا بين ابنائه واحفاده بما استطاع ان يحققه في دورة محو الامية من انتصار على الجهل بعدما كان يستعين بالمارة لقراءة اسم الشارع او الحافلة التي ستقله من مكان تواجده إلى منزله إضافة إلى استخدامه بسهولة دون معونة احد للهاتف من خلال حفظه للارقام مؤكدا ان مشاهدة التلفاز عنده أصبحت ممتعة من خلال قراءة شريط الأخبار والتواصل مع الاحداث بالعالم.

أما السيدة هند الشعار ربة منزل من مواليد 1959 فقد اغرورقت عيناها بالدموع حين تذكرت السبب في الانقطاع عن الدراسة وهي في الصف الثالث الابتدائي والذي يتمثل بعدم ارتدائها لمريول المدرسة بسبب الفقر الذي كانت تعانيه أسرتها وعدم قبولها بالمدرسة دون ارتدائه ومعاملتها من قبل بعض المدرسات بأسلوب تربوي فيه الكثير من القسوة مؤكدة انها تملك اليوم المال الكثير ولكنه لا يكفي وهي تشعر بحرج شديد أمام أولادها وللتخفيف من معاناتها مع القراءة والكتابة انتسبت لصفوف محو الأمية بهدف اعادة الثقة بالنفس وتحقيق ذاتها.

وعبر الدارس عبد الكريم الغنطاوي 18 عاما عن سروره العميق في اصدار قرار منع الضرب بالمدارس ولاي سبب كان لانه يعتبر انقطاعه عن الدراسة لأربع سنوات وهروبه من المدرسة كان بسبب الضرب الذي كان يتعرض له من قبل المعلمة ووجوده في دورة محو الامية تأكيد منه على الإصرار على متابعة تحصيله الدراسي والجامعي فيما بعد على حد قوله.

السيدتان رتيبة السبسبي 58 عاما وسميرة عز الدين 55 عاما أكدتا ان اتباعهما دورة محو الامية اخرجهما من العتمة إلى النور ومن الجهل إلى العلم فلم تعودا تشعران بالحرج والخجل في أي موقف يتطلب منهما القراءة والكتابة واستخدام الارقام اضافة إلى التعرف على بعض الادوية وطريقة استعمالها من خلال النشرة وغيرها من المواقف التي تتكرر في تفاصيل الحياة اليومية.


تدمر ..
الاحتفال بمدينة خالية من الأمية.
احتفل في مدينة تدمر باليوم العالمي لمحو الأمية واعلان مدينة تدمر ومدن وبلدات في محافظات حمص محررة من الأمية وذلك في المركز الثقافي العربي بتدمر، ووفقاً لصحيفة الثورة فقد أقيم هذا الاحتفال برعاية محافظ حمص محمد اياد غزال وألقيت في الحفل عدة كلمات اشارت الى معنى الكلمة والمعرفة والاهتمام بسياسة الدولة وتعليم الكبار منوهين بالنجاح الملفت في تحرير تدمر والسخنة والقصير وحسياء وشين والقريتن من الأمية اضافة الى ست وسبعين قرية هدف تم تحريرها.‏

ومن جانبه قال المهندس فايز سليمان نائب رئيس المكتب التنفيذي في حمص وممثل راعي الاحتفال : هدفنا ان تكون تدمر مدينة مزدهرة وقد واجهنا صعوبات كثيرة الا ان التصميم كان هدفنا وقد نجحنا بإقامة الدورات المكثفة الهادفة إلى محو الأمية.

وقد تخلل الحفل تكريم المتميزين في محو الأمية إضافة إلى رؤساء المراكز المخصصة لتعليم الكبار وتم افتتاح معرض فني تشكيلي للمتخرجات.‏






الحسكة..
بلا أميين في 2015

من جانبه بين رئيس دائرة تعليم الكبار في الحسكة محمد الهجيج أن عدد دورات محو الأمية المفتتحة خلال هذا العام في مختلف مناطق محافظة الحسكة بلغ 1128 دورة ووصل عدد الدارسين ضمن هذه الدورات إلى 22580 دارساً ودارسة في حين وصل عدد المتحررين خلال العام 11217 دارساً ودارسة.

وأشار الهجيج إلى أن الدائرة قامت بافتتاح دورات محو أمية لـ968 امرأة ضمن التجمعات والقرى المشمولة مدارسها بالتغذية المدرسية ضمن برنامج الغذاء العالمي وسيوزع لهم خلال الفترة القادمة معونة غذائية. ‏

ونقلت صحيفة الوطن عن الهجيج إشارته إلى أن دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية في الحسكة حددت مناطق الدرباسية والمالكية وريف القامشلي كقرى هدف ضمن خطتها للعام القادم وذلك استنادا إلى أعمال الإحصاء الذي أجرته الدائرة في التجمعات والمدارس والقرى في تلك المناطق.

وأوضح أنه سيتم التركيز على افتتاح الصفوف ودورات محو الأمية في هذه المناطق وخاصة أن هدف الدائرة خلال العام الحالي تركز في المناطق المتضررة من الجفاف بهدف تمكين النساء في القرى وتأهيلهن للاستفادة من القروض التي ستمنح لهن في هذه القرى. ‏

يذكر أن عدد القرى المحررة من الأمية في محافظة الحسكة وصل إلى 123 قرية وستعلن الحسكة كمحافظة خالية من الأمية نهاية عام 2015.




بمبادرة شبابية..
"حلب" تسعى لمحو الأمية

نحو "حلب خالية من الأمية" انطلقت أمس جمعية "التعليم ومكافحة الأمية" وبمناسبة مرور اليوم العالمي لمكافحة الأمية، فقد تجمّع عدد من المتطوعين في ساحة "سعد الله الجابري" حيث بلغ عددهم /30/ للعمل على إتاحة الفرصة لمتابعة تعليمهم لأولئك الذين حرموا من فرصة التعليم في الصغر.

والتقى السيد "هشام سرّاج" أحد المنضمين إلى صفوف محو الأمية ليحدثنا عن سبب إقدامه على تلك الخطوة فيقول: «إن السبب الذي جعلني أن أكون هنا هي رغبتي في متابعة تعليمي الذي فقدته منذ الصغر، وكانت هذه الرغبة تلازمني بين الحين والآخر ولكن السبب الرئيسي في ذلك هو عدم تمكني من قراءة الأشياء التي تواجهني، فمثلاً حينما أريد الذهاب إلى البيت فإنه يتعذر علي قراءة خط الباص الذي سيأخذني إلى مكان إقامتي فأضطر لأن اسأل أناس آخرين لكي اعرف عنوان الخط وهذه في حد ذاتها تشكل لي عقبة نفسية مستمرة لا استطيع تجاوزها، إضافة لتعرضي للسؤال أحياناً من قبل الآخرين عن عنوان يسألونني عنه فامسك الورقة وأقول لهم لا اعرف القراءة ولا الكتابة».

هذا من جانب، ومن جانب آخر أضاف قائلاً: «إن عمري قد تجاوز الأربعين ومازالت الفرصة موجودة لدي فأردت أن اغتنمها بأي شكل من الأشكال، صحيح أنني لم أستطع أن أكمل تعليمي ولكن الرغبة مازالت قائمة حتى الآن، ولكن ما زادني رغبة أكثر هو الظهور أمام أولادي بأنني أعرف القراءة والكتابة فأحياناً يأتي إلي ولدي ويسألني عن كلمة فلا أستطيع أن أرد عليه فيحز في نفسي بأنني عاجز أمام ابني عن قراءة تلك الكلمة، هذا كله إضافة لعوامل أخرى هي التي دفعتني للقيام بالتسجيل في الجمعية».

وتابع "سراج" قائلاً: «إن زوجتي هي الأخرى لا تعرف القراءة والكتابة فجاء هذا الأمر ملحاً وكحاجة أساسية لأسرتنا، بشكل عام ومن خلال عملي بالفرن تعلمت قراءة وكتابة اسمي وحفظ رقم هاتفي لكي أستعين بها حينما أدوّن أرقام أصدقائي في هاتفي الجوال ولكن تبقى هناك حاجة ماسة للقراءة والكتابة ومهما بلغ الإنسان من العمر إلا أن حاجة القراءة والكتابة لا تقل عن حاجة الطعام والشراب».

وعن آماله المستقبلية أضاف قائلاً: «حينما أتقن القراءة والكتابة سوف أقوم بتعليم زوجتي لأن المرأة هي قوام البيت ومن ثم انتقل إلى مجال محو أمية الكمبيوتر لكي أجري التغير في حياتي وأهم شيء في هذه الدنيا ألا يكثر الأب من عدد الأولاد لكي تتاح له فرصة الإشراف على تعليمهم وتنشئتهم بشكل أفضل».

وأما عن مجال محو أمية اللغة الإنكليزية فحدثنا عنها "عماد محمد" قائلاً: «لقد سجلت في هذه الجمعية في قسم محو أمية اللغة الإنكليزية وجاءت هذه الخطوة لكي أتمكن من العمل على الكمبيوتر، وخصوصاً على الإنترنت وإن كان في الكمبيوتر بعض البرامج المعرّبة إلا أن خطوتي جاءت ضرورية لفهم أي كلمة تظهر لي سواء أكانت على التلفاز أو الكمبيوتر أو حتى أستطيع محادثة السائحين الذين أراهم في طريقي».

وعن آماله المستقبلية ختم قائلاً: «فهناك أيضاً سبب رئيسي دفعني لذلك التعلم هو أنني أسافر باستمرار إلى تركيا وفي اغلب الأحيان أواجه مشكلة التعامل معهم بسبب عدم فهمي للغة الإنكليزية عندما يتكلمون بها مما يسبب لي الإحراج حينما أكون عاجزاً عن فهم كلماتهم لذا فإن خطوتي في مجال التعلم للغة الإنكليزية مهمة وضرورية بالنسبة لي سواء أكانت حاضراً أم مستقبلاً».

وأما عن عدد المنتسبين لمنهاج محو الأمية فحدثنا عنها "علي خرّاط" وهو من أحد المتطوعين بالجمعية قائلاً: «إن هدف الجمعية هو محو الأمية من المجتمع الحلبي وجاءت هذه الخطوة بمناسبة مرور اليوم العالمي لمكافحة الأمية وكانت في منطقة "ساحة سعد الله الجابري" لكون هذه الأيام تصادفها أعياد مباركة ومعظم الناس متواجدين في مركز المدينة القريبة من هنا، فحالياً قد بلغ عدد المنتسبين لمحو الأمية /800/ شخص ثلثهم أرادوا محو أمية القراءة والكتابة ومنهم من أراد محو أمية اللغة الإنكليزية والباقي أردوا محو أمية الكمبيوتر».

وعن مدة الدورة أضاف قائلاً: «المدة شهران إلى شهرين ونصف من خلال ثلاثة أيام من كل أسبوع وبمعدل ساعة ونصف في كل حصة، حيث بلغ الكادر التدريسي والإداري /400/ وقد خضعوا لدورات تدريبية تعلموا من خلالها كيفية كسر الحاجز الذي يتعرض إليه ممن يرغبون بمحو أميتهم من خلال شعورهم بنظرة المجتمع السلبية تجاههم».

وعن تجهيزات مقر الجمعية ختم "خرّاط" قائلاً: «مؤلف من أربع قاعات من بينها قاعتان للكمبيوتر حيث بلغ عدد أجهزتها /18/ ، وخُصص المقر بقاعاته الأربع لجميع الفئات الاجتماعية، منهم /70/ بالمئة ممن تتراوح أعمارهم ما بين /20 ـ 35/ سنة، و/30/ بالمئة مما يشكلون الفئة العمرية الكبيرة».

وعن إجراءات التعامل التي يقوموا بها المتطوعون أجاب المتطوع "باسم السيد" قائلاً: «إن أي شخص يريد محو أميته فإنه يتعرض لحاجز نفسي حينما يرى الناس وقد نظرت إليه نظرة سلبية ما يثبط دافعه وبالتالي تقل رغبته في تطوير ذاته، وهنا يأتي عملنا من أجل تشجعيه على تلك الخطوة ودفعه للأمام ومنذ قليل أتاني شخص وقد بلغ من العمر /62/ سنة وقد سألني عن هذا المشروع وشرحت له فوائده فأعجبته الفكرة وسجل اسمه في سجلات الجمعية لكي يلتحق بالدورات في حين الإعلان عنها».


عن واقع الأمية في حلب:

بدوره قدم محافظ حلب، المهندس علي أحمد منصورة معلومات عن واقع الأمية والطرق التي تعتمدها المحافظة لمكافحتها، حيث يقول بأن الجهود التي تقوم بها دائرة «تعليم الكبار» في المديرية جهود كبيرة، حيث قامت خلال العام الماضي على سبيل المثال بإقامة أكثر من 1600 صف للتحرير من الأمية على مستوى المحافظة، كما يجري العمل لتحويل حلب إلى مدينة خالية من الأمية:

«نحن كدولة نعمل مع الجمعيات والمجتمع الأهلي لأن الوصول إلى الهدف لا يتطلب فقط إنفاقاً مادياً ولكن علينا أيضاً أن نعلم أين يسكن هؤلاء، ومن هم، وكيف نصل إليهم، وكيف نتواصل معهم. هذه هي المهمة الكبرى التي نعمل عليها حالياً، وقد بدأنا في مشروع ضخم من أجل الوصول إلى هذه الحقائق، حيث نعمل على إجراء إحصائية حقيقية على مستوى المحافظة لمعرفة عدد الأميين في مدينة حلب بهدف أن نفهم جدياً أين هو هذا الأمي؟ ومن هو أبو وأمه؟ وما هي الشريحة العمرية التي ينتمي إليها؟ وهل هو مريض أو معاق؟ كل ما سبق يؤدي إلى أن نضع برامجنا من أجل أن نبدأ العام القادم بمشروع كبير ومركزي. أما هذا العام فنحاول التوجه إلى المناطق الأكثر ضعفاً، ونحاول مكافحة الأمية في عدد من قرى محافظة حلب وبشكل منهجي».

يذكر أن الجمعية قد تأسست عام /1947/ وأشهرت عام /1960/، مارست أعمالها على طريق تعليم أرباب المهن، وخرّجت أعدادا هائلة من الأميين بالتعاون مع وزارة المعارف وأرسلت بعثات خارجية، ومنذ عام /2007/ إلى اليوم عملت على محو أمية /4000/ شخص.





إدلب:
بلا أمية نهاية العام 2010

بعد أن كان محو الأمية شغلها الشاغل على مدى سنوات طويلة ها هي محافظة "إدلب" تستعد للتخلص من ظاهرة الأمية وإعلانها محافظة خالية من الأمية في نهاية العام 2010، ومن أجل ذلك تتضافر جهود كافة الجهات والمنظمات الشعبية والفعاليات الاجتماعية لتحقيق هذا الهدف الذي سيكون حدثاً مهماً في حياة المحافظة حيث تتواصل فيها الحملة الوطنية لمكافحة الأمية كما تقوم دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية بتكثيف نشاطاتها ودوراتها لتكون جاهزة في الموعد المحدد

"وعن هذه النشاطات والاستعدادات تحدثت فاطمة خميس" رئيسة دائرة تعليم الكبار والتنمية الثقافية في "إدلب" حيث قالت: «لاشك أن الأمية هي من أخطر معوقات عملية التنمية في أي مجتمع كان، ولذلك فقد ركزنا جهودنا للتخلص من هذه الظاهرة من خلال تنفيذ دورات محو الأمية والوصول إلى كافة التجمعات السكانية واستقطابهم إلى دوراتنا المنتشرة في مختلف المناطق بشتى الوسائل وتوفير الأجواء المناسبة لالتحاق الأميين بهذه الدورات».

مراحل عديدة ساهمت بها جهات مختلفة ضمن هذه الحملة خلال العام 2009 توضحها "خميس" قائلة: «الحملة الخاصة بجعل محافظة "إدلب" خالية من الأمية انطلقت بشكل مكثف مع بداية العام 2009 حيث تم تحديد نقاط الهدف وعددها 195 نقطة هدف بين مدينة وبلدة وقرية للعمل على تحريرها بعد أن تم العمل في 200 نقطة هدف في منطقة "حارم" والتي كانت أول منطقة في المحافظة تعلن خالية من الأمية، كما أن دائرة تعليم الكبار والتنمية
الثقافية نفذت خلال العام 2009 نحو 388 دورة محو أمية تحرر خلالها من أميته 5976 شخصاً.[



وقد أقيمت هذه الدورات بالتعاون مع الاتحاد النسائي ومشروع التنمية الريفية ومشروع الغذاء من أجل التعليم حيث تمت إقامة سبع دورات لتعليم الكبار ضمن هذا المشروع في كل من "سنجار" و"أبو الظهور" و"أريحا" وتم فيها توزيع مواد غذائية مثل الطحين والتمر للدارسات وعددهن 113 دارسة، وكذلك تمت إقامة دورات موازية لدورات محو الأمية كحافز تشجيعي للدارسات في مجال التمريض والإسعافات الأولية والخياطة والحلاقة النسائية والكمبيوتر وتربية الدواجن، وقد لاقت هذه الدورات إقبالاً من قبل النساء الأميات لكونها تحقق لهم فائدة وتدربهم على مهنة يمكن الاستفادة منها في حياتهم اليومية وكذلك الاعتماد عليها كمصدر للدخل يساعدهم على تأمين بعض احتياجاتهم ومتطلباتهم المعيشية».

وعن النشاطات التي تتضمنها خطة الدائرة للعام 2010 قالت: «باعتبار أن العام 2010 ليس عاماً عادياً للمحافظة لذلك سنعمل على تركيز جهودنا مع الفعاليات الأخرى في المحافظة لتنفيذ خطة شاملة تتناسب والهدف الموضوع وهو الانتهاء من الأمية في المحافظة ومنها بعض العروض المسرحية الموجهة لهذا الغرض، وسنقوم بافتتاح 400 دورة تتوزع على 133 دورة في منطقة "إدلب"، و 35 دورة في منطقة "جسر الشغور" ومثلها في منطقة "أريحا"، و142 دورة في منطقة "معرة النعمان"، و60 دورة في منطقة "خان شيخون" ومن المتوقع أن يلتحق بهذه الدورات نحو7500 دارس ودارسة، وبذلك سنكون في نهاية العام على موعد مع إعلان المحافظة خالية من الأمية رغم وجود الكثير من الصعوبات التي تعترض عملنا والتي نعمل على تجاوزها وإيجاد حلول لها».

جدير بالذكر أن إحصائيات العام 2008 تبين أن نسبة الأمية في محافظة "إدلب" هي بحدود 16% كما أن عملية المسح الاسمي التي قامت بها المحافظة في بداية العام 2009 للأميين للفئة العمرية من 15-45 سـنة أشارت إلى أن عدد الأميين من هذه الفئة العمرية هو حوالي 10500 شخص، وأن عدد القرى والتجمعات السكانية الخالية من الأميّة بالمحافظة لغاية مطلع العام 2010 بلغ 349 تجمعاً سكنياً.